هكذا كان النبي صلى الله علية وسلم
في رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان نبي الهدي صلي الله عليه وسلم أعرف الخلق بربه سبحانه وتعالي
وأعظمهم قيامـًا بحقه تدرج في سلم العبودية لله سبحانه وتعالي وتحقيق
الكمال البشري حتي بلغ أكمل المنازل واعلي المقامات
وارتقي مرتقي لا يبلغه سائر العالمين؛ فغفر الله عز وجل له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر.كان يقوم من الليل حتي تنتفخ قدماه وتتفطر!
كان له بكاء الوجلين ودعاء المكروبين، قال عبد الله بن الشخير رضي الله عنه:
"رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز
الرحي من البكاء"ـ
الراوي: عبدالله بن الشخير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 904
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الرحي: أي الطاحون
أنه كمال القيام بأمر الله عز وجل من رجل كان سيد ولد آدم ولا فخر رغم
انه يعلم بإخبار الله سبحانه وتعالي له أنه في عليين ومع ذلك كان يجتهد
ذلك الإجتهاد، ويتذلل ذلك التذلل، ويجمع من المحبة والخوف والرجاء ما يجمع.
فما بالنا في وقت صار فيه الواحد منا متساهلاً في الطاعة،
مقارفاً لكتير من المعصية، قليلاً إنكسارة، ضعيفاً حرصه وانقياده
لخالقه عز وجل.
قد كانت أحوال النبي صلي الله عليه وسلم مع ربه في رمضان نموذجاً
حياً يصور عبادته وأحوال خضوعه لبارئه تعالي، فينطق
موضحاً جوانب كثيرة من تعبده
سنذكر أبرزها :
** صيامه صلي الله عليه وسلم في شهر رمضان:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
1- حرصه صلي الله عليه وسلم علي تناول الإفطار والسحور.
ذلك لحديث عبد الله بن أبي اوفي رضي الله عنه قال: " كنا مع رسول الله صلي
الله عليه وسلم في سفر في شهر رمضان/ فلما غابت الشمس قال: يا فلان انزل
فاجدح لنا! قال: يا رسول الله عليك نهاراً! قال: انزل فاجدح لنا! قال فنزل
فجدح، فأتاه به فشرب النبي صلي الله عليه وسلم ثم قال بيده: إذا غابت الشمس
من ها هنا وجاء الليل من ها هنا فقد أفطر الصائم". (البخاري :1941)، (مسلم
:1101) واللفظ له.
الجدح: - أي تحريك السويق ونحوه بالماء بعود يقال له: المجدح مجنح الرأس.
وحديث عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم قال: "
دخلت علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو يتسحر، فقال: إنها بركة أعطاكم
الله إياها فلا تدعوه" (النسائي : 2162).ـ
=============================================
2- تعجيله صلي الله عليه وسلم للإفطار
حيث كان يفطر قبل أن يصلي المغرب، وكذا تأخيره للسحور،
حيث كان صلي الله عليه وسلم يتناول قبل آذان الفجر الثاني بقليل.
فعن أنس - رضي الله عنه - قال: " ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم قط
صلي المغرب حتي يفطر، ولو علي شربة ماء". (ابن حبان : 3504).ـ
وفي حديث أبي عطية قال: "دخلت أنا ومسروق علي عائشة رضي الله عنها، فقال
لها مسروق: رجلان من أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم، كلاهما لا يألو عن
الخير؛ أحدهما يعجل المغرب والإفطار، والآخر يؤخر المغرب والإفطار؟ فقالت:
من يعجل المغرب والإفطار؟ قال: عبد الله، فقالت: هكذا كان رسول الله صلي
الله عليه وسلم يصنع". (مسلم: 1099).ـ
====================================
3- إفطاره صلي الله عليه وسلم علي رطب أو تمر او ماء، وترغيبه في سحور التمر.
ففي حديث أنس رضي الله عنه قال: " كان النبي صلي الله عليه وسلم يفطر قبل
أن يصلي علي رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فأن لم تكن تميرات حسا حسوات
من ماء" (الترمذي: 696)ـ.
=======================================
- 4- تواضع إفطاره وسحوره صلي الله عليه وسلم.
- وذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلي الله عليه
وسلم قال: " نعم سحور المؤمن التمر". (أبو داود : 2345).ـ
وحديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم -
وذلك عند السحور: "يا أنس إني أريد الصيام، أطعمني شيئاً، فأتيته بتمر وإناء
فيه ماء، وذلك بعدما أذن بلال".
(النسائي : 2167)